"غدي نيوز" ثمرة الانجازات
في زمن العولمة وثورة الاتصالات، كان لا بد من تحقيق قفزة نوعية نرتقي بها إلى ابعد الطموحات، فوجدنا أن التحديات تكبر في فضاء غير محدود يتمثل في الثورة على مستوى المعلومات، ولا بد من الاشارة في هذا المجال الى ما قاله قبل سنتين أحد الفلاسفة الفرنسيين من أن "من يسيطر على العالم ليس من يملك القنبلة النووية، وانما من يملك المعلومات"، هذا القول له دلالاته العميقة، ومن هنا كان إطلاق موقعنا الالكتروني "غدي نيوز" بمثابة استجابة لمواكبة روح العصر، لنكون قادرين على مراكمة رأي عام في سبيل الاهداف التي نؤمن بها ايمانا راسخا، وهي قضية البيئة كقضية كونية، فضلاً عن التسلح بالمعرفة والعلم لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
وحتى أن كثيرين تساءلوا – ونحن في طور الاعداد لاطلاق موقعنا الالكتروني الجديد قبل نجو ثلاث سنوات – لماذا "غدي نيوز"؟ ونحن نعلم ان ثمة ما يبرر هذا التساؤل وسط ما نشهد اليوم من طفرة في المواقع الالكترونية، بعضها ينمو كالفطر، يغتذي من فتات مواقع اخرى، دون أن يقدم إضافات تُثري وتُغني توقنا إلى المعرفة في عالم لا يهدأ، سمته الأبرز السرعة على إيقاع حياة دائمة التجدد، لا يمكن ملاقاتها إلا بإيقاع مماثل أو حتى على سرعة أكبر، إذا ما أردنا استشراف المستقبل من رحم الحاضر.
من هنا لم يكن "غدي نيوز" مجرد رقم على قائمة المواقع الالكترونية، ذلك ان ما نهجس به، هو الأمل. نعم، الأمل، زادنا الوحيد في مسيرة أردناها متخصصة، لمواكبة ما يجمع هذا الكوكب، أي البيئة وكل ما هو على صلة بها، وعندما نقول البيئة تسقط كل الحواجز ولا تعود ثمة قيمة للجغرافيا السياسية، فالهواء الذي نتشق لا يقر بما رسمنا من حدود فرضتها الشعوب في مسار حضارات كثيرة متعاقبة وصراعات لم تهدأ منذ بداية التاريخ، والمياه التي هي مصدر الحياة تجوب الكرة في دورة متكاملة مع الرياح والسحب، فيتساقط المطر دون جواز سفر وسمة دخول.
كما أن البيئة أكبر من ان نوجزها بالمياه والهواء والتربة وعناصر أخرى، لأنها الحياة بوجوهها المتعددة، ولسنا مع ذاك الشاعر الذي قال قبل مئات السنين: "إذا متُّ ظمآنا فلا نزل القطر"، فالبيئة ليست الهواء الذي نتنفس الآن، وإنما الهواء الذي سيتنشقه ابناؤنا بعدنا، بمعنى آخر هي مصير الانسان على هذه البسيطة.
صحيح أن "غدي نيوز" هو موقع متخصص في مجالات البيئة والنظم الايكولوجية في لبنان والعالم، ولن يقارب السياسة أو يطرق أبوابها لينتقل الى سراديبها المظلمة، بالرغم من أن ما يواجه البيئة هو بعض نتائج السياسة، لكننا قادرون إذا ما تضامنا أن نفرض مسارات سياسية لحماية البيئة، خصوصاً وأن الموقع مشرع أمام الجمهور وهو حاضر في صوغ الرؤى والتطلعات لا مجرد متلق فحسب.
كما أن الموقع يشتمل على ابواب كثيرة ثقافية وتربوية وفنية وترفيهية، إضافة إلى إسهامات القراء وذوي الخبرة والاختصاص، ليكون ثمة تكامل مع فريق عمل على تماس مباشر مع الحدث مواكبة ورصدا وتحليلا، ودائما بالتنسيق مع "جمعية غدي" التي شكلت خلال عقدين من الزمن علامة فارقة على مستوى عمل مؤسسات المجتمع الاهلي في لبنان.
إنها الخطوة الأولى، دأبنا أن نكون أمناء في مسيرة شاقة، وقد ارتضينا أن نكون في دائرة التحدي، نردد ما قاله أحد الخبراء البيئيين في قمة الأرض في ريو دي جانيرو – البرازيل: "نحن لم نرث الأرض من آبائنا وأجدادنا... وإنما اقترضناها من أبنائنا".
Ghadi News Website