ان الحفاظ على بيئتنا وتسليط الضوء على مشاكلها والتعديات عليها ليس بإنجازات، بل هي موضوعات يومية حياتية نعمل ونصارع من اجلها لكي نستحق ان نعيش بوطن صحي نرتقي به الى حياة افضل. ونعتبر ان سلامة البيئة هي سلامة لحياتنا وصحتنا، ونحن مسؤولون عنها ومتأثرون بها. انما اذا اردنا تسليط الضوء على بعض اعمالنا، فيمكن إيجازها على النحو الآتي:
-حملات التشجير السنوية التي نقوم بها وهي مقسمة الى عدة اقسام:
1- مساعدة الفلاح على زراعة ارضه ليعتني بها في ما بعد وبهذا نكون قد امنّا ديمومة لعمل الفلاح بما يمكنه من البقاء في ارضه.
2- مساعدة بعض الجمعيات الاهلية وتقديم الدعم لها ضمن المتوافر لدينا من إمكانيات.
3- التنسيق مع الوزارات والبلديات في حملات التوعية التربوية وعمليات التشجير التي تعنى بها البلديات.
- اقفال مكب جرد شعبرنوب المطل على غابة الارز في بشري، وهنا نشيد بالصحافة التي كانت لها اليد البيضاء في تحقيق هذا الامر.
- متابعة مشكلة تلوث الهواء، والسيارات العاملة على المازوت.
- متابعة مشاكل الكسارات في مختلف المناطق اللبنانية.
- إنشاء برنامج بالتعاون مع وزارة البيئة تحت عنوان Green School, Green Teacher, Green Student ومن اهدافه انشاء النوادي البيئية المدرسية وحث الطلاب على التوعية البيئية، وهذا المشروع الرائد يمكن ان يحقق انجازا على الصعيد الوطني العام إذا ما توفر له الدعم المادي.
واخيراً وليس اخراً سنبقي على الدوام الصوت العالي من اجل تنفيذ القوانين واهمها حق الادعاء، وتفعيل دور الضابطة البيئية للسهر والحفاظ على الطبيعة ووضع القوانين الجيدة موضع التنفيذ.
أما الانجازان الاهم حتى الآن، فهما:
-المشتل الزراعي المدرسي في بلدة بمكين، والذي بات المشتل الأول من نوعه في لبنان كمشتل تربوي بيئي، كرس مفاهيم بيئية جديدة تبدأ من المدرسة، حيث يقوم التلميذ بزارعة الأغراس بإشراف مختصين، فيكون على صلة مباشرة بالأرض، فيزرع ويعتني بالأغراس، وهكذا ننمي في داخله حب الطبيعة بعيدا من الدروس النظرية، لان قناعتنا أن من يزرع وهو صغير لا يمكن أن يقطع شجرة عندما يكبر.
-إطلاق موقع "غدي نيوز" الالكتروني، والذي بات بين المواقع البيئية العربية الأولى، فضلا عن أن الموقع تحول في غضون سنتين من إطلاقه مرجعا علميا موثوقا.
البيئة كأولوية
و"جمعية غدي" من بين الجمعيات القلائل في لبنان التي لديها أعضاء من ذوي الاختصاص دأبهم العمل في مجالات البحث العلمي، لاننا نعتبر أن المجتمع الاهلي مسؤول ايضا وعلى كافة المستويات، فنحن لم ننتظر حين بدأ العالم يتحدث عن مخاطر انفلونزا الطيور أن تبادر وزارتا الصحة والزراعة لتوعية المواطنين حيال هذا الوباء، وانما قمنا بدراسات وابحاث وضعناها بمتناول المواطنين من خلال مؤتمرات صحافية وبيانات وندوات وحملات توعية في مختلف المناطق، وحددنا كيفية انتقال المرض وسبل الوقاية، وفي هذا المجال كان ثمة تكامل بيننا وبين الوزارات المعنية، وكذلك الامر بالنسبة لانفلونزا الخنازير، بمعنى ان للمجتمع الاهلي دورا يتعدى الصراخ ورمي المسؤولية على الغير، من هنا نقول دائما أن التكامل بين وزارات الدولة ومؤسساتها وبين قطاعات المجتمع الاهلي هو الذي ينتج ثقافة واعية ومسؤولة. ويهمنا في هذا السياق التأكيد ان "جمعية غدي" منذ انطلاقتها أرادت أن تتخطى الدور التقليدي للجمعيات الاهلية، ورفضنا أن نكون مجرد رقم يضاف الى هذه الجمعيات، وهنا طبعا لا نتحدث عن الجمعيات الاهلية كافة، لان هناك جمعيات نحترمها ونقدر دورها، وانما نتحدث عن طفرة الجمعيات التي شهدناها في السنوات العشر الاخيرة، والتي لم يتعد دورها الحضور الاعلامي فقط، وهنا نقول أن "جمعية غدي" عملت في قلب الوجع وكانت دائما على تماس مباشر مع كل شؤون وشجون المواطن، خصوصا في مجال الحفاظ على البيئة كأولوية لا تقبل المساومة والمماطلة والتأجيل، فوقفنا في مواجهة التعدي على الاحراج، ومواجهة قضم الكسارات والمرامل لجبال لبنان، وتصدينا لمشكلة تلوث الهواء، ونظمنا حملات تشجير وأقمنا ندوات وحملات توعية واحتفالات والكثير من الانشطة التي تختصر سنوات طويلة من النضال.
Back